شهِدت صناعة الدراما في تركيا الكثير من النجاحات والتفوق وصلت فيها الى العالمية متجاوزةً حدودها المحليّة والإقليمية، فقد حققت إيرادات ضخمة وزادت بشكل كبير وملحوظ من أعداد السياح القادمين لتركيا وتحديداً إلى مدينة اسطنبول. حيث أن معظم هذه المسلسلات يتم تصويرها في هذه المدينة الساحرة.
فعندما تقوم/ي بالبحث في محرك البحث جوجل على سبيل المثال عن (أسباب نجاح المسلسلات التركية) ستظهر لك/ي الكثير من النتائج التي تتحدث عن هذه الأسباب، وعلى اعتبار أنّ المواقع الالكترونية العربية لديها مَلَكة النسخ واللصق فإن نتائج البحث ستكون متشابهة إلى حدٍ كبير يقترب من التطابق وهي تتلخص وتتشارك بهذه الأسباب:
- الحبكة الدرامية
- جمال الطبيعة
- أناقة ووسامة الممثلين
- كفاءة الممثلين
- الموسيقى التصويرية المناسبة
- ضخامة الإنتاج
بالطبع، تُعد هذه الأسباب أسباباً رئيسية لنجاح وتفوق الدراما التركية إلاّ أنه يوجد عامل رئيسي مهم ساهم في الوصول إلى أفضل النتائج.
قد يَخفى عن البعض أن نظام إنتاج المسلسلات في تركيا يعتمد على عرض حلقة واحدة اسبوعياً، ويتم عرضها في يوم محدد من الأسبوع. فكلّ حلقة من المسلسل يتم تصويرها خلال الأسبوع ليتم عرضها في هذا اليوم، وهكذا حتى تصوير آخر حلقة.
حسناً، ما الذي يميز إذاً هذه الطريقة عن طريقة تصوير المسلسل كاملاً ثم عرضه؟ وكيف تؤثّر هذه الطريقة في الوصول إلى أفضل النتائج؟
ما يميّز هذه الطريقة هو التطوير المستمر للعمل الدرامي ككل، أي أن الفرصة تصبح متاحة لجميع العاملين في هذا العمل لتصحيح الأخطاء بشكل مستمر.
على سبيل المثال، يقوم كاتب العمل بتعديل السيناريو والأحداث الدرامية في حال وجود ضعف أو انتقادات للعمل من قِبل الجمهور. أو يقوم بقياس ردود أفعال المشاهدين على الشخصيات، أيّ منها أثار إعجاب وتفاعل المشاهدين معها فيعمل على التركيز عليها وإعطائها مساحة أكبر في العمل.
أيضاً، يمكن للمخرج أن يتلافى الأخطاء في الإخراج، وكذلك المصوّر ومهندس الصوت وحتى الممثلين. فالجميع يعمل على تحسين وتطوير أدائه في كل أسبوع.
إذاً فالعامل الرئيسي لإنجاح المسلسلات التركية هو التطوير والتحسين المستمر للعمل، وهو ما يسمى عند اليابانيين بالكايزن (Kaizen).
تُعرض الأعمال الدرامية التركية في أكثر من 150 دولة حول العالم، مع إيرادات تزيد عن 500 مليون دولار سنوياً (احصاءات 2021)
أخيراً، يمكننا اعتبار المسلسلات التركية نموذجاً للأعمال والمشاريع الناجحة يُحتذى فيه في جميع أعمالنا على مختلف توجهاتها واختصاصاتها ويمكننا تطبيقه حتى في تدويناتنا ومقالاتنا بحيث يتم تحسين جودة المحتوى والصياغة وتحديث المعلومات بشكل مستمر.